
Preview 15 sec
الكرم في مواجهة الصعوبات
Description
Script Vidéo
في إحدى القرى النائية التي كان يكتنفها بساطة الحياة ودفء العلاقات، عاش رجل طيب يُدعى أبو فهد،فيف معروفٌ بحكمته وطيب معشره رغم تواضع ماله. كان أبو فهد يُساعد المحتاجين حين يُطرق الفقر باب بيوتهم، وإن كان قلبه يُحذر من أن يُستغلَّ كرمه. وفي يومٍ من الأيام، دخل عليه شابٌ فقير يُدعى سامر، عيونه تحمل همَّ الأيام الثقيلة وأحمال الديون التي كادت تُثقل صدره.
قال سامر بصوتٍ متهدج:
«يا أبا فهد، إني جئت إليك اليوم من باب الحاجة والرجاء؛ فإن لي ديوناً تقيد خطاي، وعائلتي تكاد تجوع. أعطني قرضاً بسيطاً يُخرجني من هذه الشدائد، وسأرد لك المعروف يوم تُضيء لك شمس الرزق».
فرد عليه أبو فهد بترددٍ يختلط فيه الرجاء بالحذر:
«يا بني، لقد عرفت معاناتك ونظرت في عينيك فأدركت براءتك، لكن هل تعلم أن القرض ليس مسألة مال فقط، بل عهد بين الناس؟ فكل دين يحمل عبئه، وقد لا تكون الأيام كما تتمنى».
ارتجفت يد سامر وهو يردد:
«لا حول ولا قوة إلا بالله، يا سيدي، فأنا لا أطلب المعروف إلا من باب ضيقٍ حقيقي؛ بيتي لا يملأه قوتٌ يومي، وعائلتي ترجو لقمة عيش من عطفك».
حينئذٍ دخل المجلس رجل حكيم اسمه الأمين، صديقٌ قديم لأبو فهد، فقال:
«يا أبا فهد، تذكر أن عطاء الله لا ينفد، وأن الكرم سبب في بزوغ الفرج. إنَّ البركة في الإنفاق لا تُوزن بميزان الدنيا، وإنما تُقاس بنقاء القلب».
ابتسم أبو فهد متردداً:
«صحيح، ولكن تذكروا يا أهل القرية، أن الحياة دار ابتلاء، وإن لم يكن اليسر في كل وقت، فإن الأمانة التي نُعاهد الله عليها لا بد أن تُحفظ».
همس سامر وهو يحدق في الأرض:
«أشهد بالله أنَّ طلبي ليس من باب التبذير، بل هو أملٌ في بدء صفحةٍ جديدة، لعل في المعروف خيراً يُغيِّر مصيري».
تدخل عبد الرحمن، الرجل الذي عرفه الجميع بحكمته وروحه