
Preview 15 sec
GitHub
مغامرات سامي في عالم الحروف
Script Vidéo
فِي قَرْيَةٍ صَغِيرَةٍ مَلِيئَةٍ بِالْأَلْوَانِ الزَّاهِيَةِ وَالْأَشْجَارِ الْخَضْرَاءِ، كَانَ هُنَاكَ وَلَدٌ صَغِيرٌ اسْمُهُ سَامِي. كَانَ سَامِي يُحِبُّ الِاسْتِكْشَافَ وَالْمُغَامَرَاتِ، وَكَانَ دَائِمًا مَا يَتَجَوَّلُ فِي الْغَابَةِ الْقَرِيبَةِ مِنَ الْقَرْيَةِ، يَبْحَثُ عَنْ أَشْيَاءَ جَدِيدَةٍ وَمُثِيرَةٍ.
لَكِنَّ هُنَاكَ شَيْئًا وَاحِدًا كَانَ يُحْزِنُ سَامِي: فَهُوَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ كَيْفَ يَقْرَأُ أَوْ يَكْتُبُ. كَانَتِ الْكُتُبُ مَلِيئَةً بِالْقِصَصِ الرَّائِعَةِ عَنِ الْفُرْسَانِ وَالشُّجْعَانِ، وَعَنِ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي تَتَكَلَّمُ، وَعَنْ عَوَالِمَ سِحْرِيَّةٍ بَعِيدَةٍ. لَكِنَّ سَامِي كَانَ يَشْعُرُ بِالْإِحْبَاطِ لِأَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ فَهْمَ الْكَلِمَاتِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى الصَّفَحَاتِ، وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ كَيْفَ يَكْتُبُهَا.
ذَاتَ يَوْمٍ، بَيْنَمَا كَانَ سَامِي يَتَجَوَّلُ فِي الْغَابَةِ، وَجَدَ شَيْئًا غَرِيبًا: بَابًا كَبِيرًا مَنْحُوتًا فِي شَجَرَةٍ ضَخْمَةٍ. كَانَ الْبَابُ مُغْلَقًا، وَعَلَى سَطْحِهِ كَانَتْ هُنَاكَ كَلِمَاتٌ مَكْتُوبَةٌ بِخَطٍّ جَمِيلٍ:
"افْتَحْنِي إِنْ كُنْتَ تَعْرِفُ الْحُرُوفَ!"
وَقَفَ سَامِي أَمَامَ الْبَابِ، وَهُوَ يَشْعُرُ بِالْفُضُولِ وَالْحَيْرَةِ. لَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ مَا الَّذِي يَخْتَبِئُ خَلْفَ هَذَا الْبَابِ السِّحْرِيِّ، لَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ قِرَاءَةَ الْكَلِمَاتِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَيْهِ.
قَالَ سَامِي لِنَفْسِهِ: "لَوْ كُنْتُ أَعْرِفُ الْحُرُوفَ وَأَسْتَطِيعُ كِتَابَتَهَا، لَاسْتَطَعْتُ فَتْحَ هَذَا الْبَابِ!"
وَفِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، سَمِعَ صَوْتًا نَاعِمًا يَقُولُ: "هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَلَّمَ الْحُرُوفَ وَتَكْتُبَهَا، يَا سَامِي؟"
الْتَفَتَ سَامِي حَوْلَهُ، فَرَأَى جِنِّيَّةً صَغِيرَةً تَلْمَعُ فِي الْهَوَاءِ. كَانَتْ تَرْتَدِي فُسْتَانًا لَامِعًا وَتَحْمِلُ عَصًا سِحْرِيَّةً فِي يَدِهَا.
ابْتَسَمَتِ الْجِنِّيَّةُ وَقَالَتْ: "أَنَا جِنِّيَّةُ الْحُرُوفِ، وَسَأُعَلِّمُكَ كُلَّ مَا تَحْتَاجُ لِمَعْرِفَتِهِ عَنِ الْحُرُوفِ الْعَرَبِيَّةِ. إِذَا تَعَلَّمْتَهَا وَكَتَبْتَهَا، سَتَسْتَطِيعُ فَتْحَ هَذَا الْبَابِ السِّحْرِيِّ!"
شَعَرَ سَامِي بِالْفَرَحِ وَالْإِثَارَةِ. لَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ فُرْصَتَهُ لِتَعَلُّمِ الْقِرَاءَةِ وَالْكِتَابَةِ، وَلِلْوُصُولِ إِلَى الْمُغَامَرَاتِ الَّتِي كَانَ يَحْلُمُ بِهَا
قَالَ سَامِي بِلَهْفَةٍ: "نَعَمْ، أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ الْحُرُوفَ وَأَكْتُبَهَا! مِنْ أَيْنَ أَبْدَأُ؟"
ضَحِكَتِ الْجِنِّيَّةُ وَقَالَتْ: "سَنَبْدَأُ مِنَ الْبِدَايَةِ، بِحَرْفِ الْأَلِفِ. هَيَّا بِنَا!"