
Preview 15 sec
GitHub
سقوط الأندلس: دروس من تاريخ غرناطة
Script Vidéo
قصة سقوط الأندلس: آخر أيام غرناطة
في أواخر القرن الخامس عشر، كانت مملكة غرناطة آخر معقل إسلامي في الأندلس بعد سقوط قرطبة وإشبيلية على يد الممالك المسيحية الإسبانية. كان يحكمها السلطان أبو عبد الله محمد الثاني عشر، المعروف في التاريخ الإسباني بـ "Boabdil".
التحالفات والخيانة
بعد سنوات من الصراع بين المسلمين والمسيحيين، وقع السلطان أبو عبد الله في فخ المؤامرات الداخلية، حيث كان هناك انقسام بين قادته ونبلائه. ومن جهة أخرى، كان والده وعمه يتنازعان معه على العرش، مما أضعف موقف المسلمين أمام جيوش الملكين الكاثوليكيين فرناندو وإيزابيلا.
الحصار والسقوط
في عام 1491، حاصر الجيش المسيحي غرناطة حصارًا قاسيًا دام لأشهر، حيث قطعوا الإمدادات الغذائية والمياه عن المدينة، مما جعل سكانها يعانون الجوع والمرض. ومع ضعف الدعم العسكري من العالم الإسلامي، اضطر السلطان أبو عبد الله إلى التفاوض على شروط الاستسلام.
في 2 يناير 1492، دخل الملكان الكاثوليكيان المدينة، وسلّم أبو عبد الله مفاتيح قصر الحمراء الشهير، في مشهد كان من أكثر اللحظات تأثيرًا في التاريخ الإسلامي. وحين غادر المدينة متجهًا نحو جبال البشرات، وقف في نقطة تُعرف اليوم بـ"زفرة العربي الأخيرة"، حيث نظر إلى غرناطة بحسرة. وعندما رأته والدته عائشة الحرة يبكي، قالت له مقولتها الشهيرة:
"ابكِ مثل النساء على ملك لم تحافظ عليه مثل الرجال!"
ما بعد السقوط
على الرغم من أن معاهدة التسليم تضمنت وعودًا بحماية المسلمين، إلا أن الإسبان سرعان ما نكثوا العهود، فبدأت محاكم التفتيش في اضطهاد المسلمين وإجبارهم على التنصر أو الهجرة. وهكذا انتهى الحكم الإسلامي في الأندلس بعد قرون من الازدهار الحضاري والعلمي.
هذه القصة ليست فقط من أكثر الأحداث تأثيرًا في التاريخ العربي، بل تحمل دروسًا عن أهمية الوحدة، وتجنب الفتن الداخلية، والحفاظ على القوة أمام الأعداء.