
Preview 15 sec
قصة إسماعيل وإبراهيم
Script Vidéo
"الولد الذي سمع الله دعاء أمه، وصار أمةً وحده"
في قديم الزمان، وفي أرض كنعان، عاش نبيٌ عظيم اسمه إبراهيم عليه السلام، كان طاهر القلب، مؤمنًا بالله الواحد الأحد، لكنه رغم تقواه وإيمانه، لم يكن له ولد، وكان الشوق إلى الأبوة يملأ قلبه.
رفع إبراهيم يديه إلى السماء، ودعا الله بقلب خاشع:
"يا رب، ارزقني ولداً يكون لي قُرّة عين!"
ومرت السنين... حتى جاءت البشرى!
رزقه الله بولدٍ من زوجته هاجر، وكانت جارية مصرية، فسماه: إسماعيل، أي "الله سمع"، لأن الله سمع دعاءه واستجاب له.
كان إسماعيل رضيعًا حين أتى الأمر العجيب من السماء...
أمر الله إبراهيم أن يأخذ هاجر وابنها إسماعيل ويتركهم في وادٍ مقفر، لا ماء فيه ولا زرع، وذاك الوادي لم يكن سوى... مكة المكرمة.
تخيّل المشهد:
صحراء شاسعة، شمس حارقة، لا بيت، لا بشر، لا ظلّ...
وإبراهيم يودّع زوجته وابنه الرضيع، ويمشي.
هاجر تناديه:
"يا إبراهيم! إلى أين تذهب؟ أتتركنا هنا؟"
لكنه لا يرد... حتى قالت:
"آلله أمرك بهذا؟"
فأومأ برأسه: نعم.
فقالت بثقة ويقين:
"إذاً، لن يُضيعنا الله!"
مرت الساعات، والجوع والعطش يشتدان، وإسماعيل يبكي، والأم تبحث عن الماء...
تركض بين الصفا والمروة، سبع مرات، تتسلق الجبل، وتنظر لعلّها ترى قافلة أو بئرًا... لا شيء!
وفجأة... إذا بأمر عجيب يحصل!
عند قدم الطفل الصغير، انبثق ماءٌ من الأرض!
إنه ماء زمزم، الماء الذي لا ينضب!
وشربت هاجر وسقت طفلها، ونجوا من الهلاك.
ومرت السنين... وكبر إسماعيل عليه السلام، وصار غلامًا قويًا، يعين والده، ويحبّ الله.
وفي ليلة هادئة، رأى إبراهيم في المنام رؤيا عجيبة:
أنه يذبح ابنه إسماعيل!
وتعرف يا صاحبي؟ رؤيا الأنبياء حق...
فقال لابنه بكل صدق:
"يا بني، إني أرى في المنام أني أذبحك، فانظر ماذا ترى؟"
وهنا تظهر عظمة هذا الشاب الصالح، فردّ إسماعيل بإيمان لا يهتز:
"يا أبتِ، افعل ما تُؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين."
أخذ الأب ابنه، وسار به إلى مكان الذبح، وجرى السكين على عنقه، لكن الله لم يكتب له أن يُذبح، فقد نجحا في الاختبار!
ونادى الله من السماء:
"يا إبراهيم، قد صدّقت الرؤيا..."
فأرسل الله كبشًا عظيمًا من السماء، فذبحه بدلًا عن إسماعيل، ومن هنا جاء عيد الأضحى.
وفي كِبره، ساعد إسماعيل أباه في بناء الكعبة المشرفة، بيت الله الحرام، وكانا يرفعان القواعد من البيت وهما يقولان:
"ربّنا تقبل منا، إنك أنت السميع العليم."
وصار إسماعيل نبيًا، ورسولًا، وأبًا للعرب، وذكره الله في القرآن مرات عديدة.