
Preview 15 sec
المعادلة المفقودة
Script Vidéo
في عالمٍ تحكمه الرياضيات، يُمحى الضعفاء، ويُكافأ العباقرة.
بعد تعرضها للخيانة و فقدان والديها ، تقرر سلوى أن تكسر القاعدة وتكتشف... المعادلة المفقودة.
هل يمكن للرياضيات أن تعيد الحياة... أم تُنهيها؟
انقسمت الأرض إلى ثلاث كيانات كبرى، كأنها قوى أسطورية تتقاسم الهيمنة على البشرية: "أنبار"، الكيان العلمي الذي يحكم بالعقل والمنطق، والذي أصبحت جزءًا منه. "أوريل"، عالم الفن والخيال، حيث الجمال قانون، والمشاعر وسيلة للفهم. و"إيزن"، مملكة السيطرة، التي تؤمن بالقوة كوسيلة وحيدة لتحقيق النظام.
ظهر ضوء أزرق فوق رؤوسنا جميعًا، دوامة شفّافة أشبه بمجال كهرومغناطيسي بدأت تلتف حول كل فرد منّا. أحسست بجسدي يُرفع قليلاً عن الأرض، وكأن شيئًا ما كان يفحصني من الداخل.
ثم سُمِعَ الصوت. صوت لا يشبه أي شيء بشري. كان قويًّا، جهيرًا، لكنه لم يُرعني… بل اخترق رأسي مباشرة:
ـــ"تم تفعيل الجزء الثاني من الانفصال المنطقي."
ـــ"كل شخص سيُمنح رقم توافقه."
ـــ"كل زيجة تقل نسبة التوافق فيها عن 50٪ سيتم فصلها فورًا، ويُحال أحد الطرفين إلى إعادة البرمجة… أو يُمحى."
ـــ "تم تفعيل اللغة العالمية. سيتم نسيان كل اللغات، واعتماد لغة الرموز والخوارزميات كأداة تواصل."
فجأة، شعرت بحرقة في رأسي. كل الكلمات، كل الحروف، بدت وكأنها تتبخر. لكن عقلي كان مستعدًا، ربما بسبب تجربتي السابقة… أو بسبب "المعادلة".
بدأت أسمع من حولي أصواتًا تتحول إلى رموز، وألسنة تنطق بأكواد وخطوط رياضية دقيقة. الأطفال كانوا يبكون، الكبار يصرخون، الأزواج يُنتزعون من بعضهم، والمجتمع كُسر في لحظة.
كانت الأكاديمية تطفو حقًا، بلا أعمدة، بلا قواعد. مبنية من حجارة شفافة تنعكس عليها الشمس كأنها مرآة سماوية. بوابتها العظمى تحمل نقوشًا رياضية متحركة، تتراقص حول بعضها في تزامن أنيق. مع اقترابي، شعرت بجاذبية عكسية تسحبني للأعلى. وفجأة، أصبحت أطفو، ثم هبطتُ على أرضية رخامية ناعمة وكأنني لم أطأ أرضًا قط.
امتلأت الساحة بعدد هائل من المتقدمين. وجوه من كل الأنحاء، أعمارهم بين العاشرة و الخامسة عشر، بعضهم بدا متوترًا، والبعض الآخر متحمسًا، لكن الجميع يملأهم الترقب.
ـــ"اختبار الدخول سيكون من جزأين:
1. اختبار القدرة العقلية.
2. اختبار المهارات المكتسبة."
ثم لوّح بيده، وردد ترنيمة ذات رموز متقدمة:
**"ΔΣ = ∞ × ψ(t) - i∂/∂x"**
فدوّى المكان، وتحوّل الفضاء. اختفى الحرم الأكاديمي، ووجدنا أنفسنا في قاعة هائلة، مربعة، جدرانها من معادلات مضيئة.
بدأت خوذات شفافة تنزل من السقف، واحدة لكل طالب. التقطت خوذتي وألبستها.
زرت أكاديمية إيزن ببعض الفضول، لكن ما رأيته في الداخل كان شيئًا لا يُصدّق.
كانت الساحة مكتظة بالطلاب.
لكن المفاجأة الكبرى كانت أمام عينيّ...
شهدت معركة دمويّة، معركة حقيقية، حيث سقط أحد المتنافسين على الأرض ميتًا.
لا تراجع، لا رحمة. فقط القوة... والموت.
دبّ الخوف في جسدي.
لكنني لم أستطع العودة، شيء ما كان يربطني بالأرض.
أردت الهروب، لكنني اصطدمت بشخص.
شاب طويل، عيناه حمراء كالدم، وشعره الأشقر الذي كان يتناثر في الرياح.
وقف أمامي، ولم يكن هناك مهرب.
شعرت بقوة عقله تتسلل إليّ، وكأنني لا أستطيع التنفس.
هو يرى.
نظر إليّ بنظرةٍ خالية من التعاطف، وقال بصوت منخفض، لكن لم أستطع أن أهرب من كلماته:
ـــ"من أنت؟"
كانت الكلمات تتساقط من فمي ببطء.
حاولت الهروب، لكن عقلي عجز عن التحرر. كانت قوته أقوى من كل شيء.
قلت بصوت مرتجف:
"أنا... أنا فقط زائرة، دخلت هنا بدافع الفضول..."