
Preview 15 sec
قصة شهرزاد وشهر يار
Script Vidéo
قِصَّةُ شَهْرَيَارَ وَالخِيَانَةِ الَّتِي غَيَّرَتْ مَصِيرَهُ:
كَانَ الْمَلِكُ شَهْرَيَارُ حَاكِمًا عَادِلًا وَقَوِيًّا، يَعِيشُ فِي قَصْرٍ فَخْمٍ تُحِيطُ بِهِ الْجُيُوشُ وَالْخَدَمُ وَالْقُصُورُ.
تَزَوَّجَ مِنِ امْرَأَةٍ أَحَبَّهَا حُبًّا شَدِيدًا، وَلَكِنَّهُ اكْتَشَفَ يَوْمًا مَا أَنَّهَا تَخُونُهُ مَعَ أَحَدِ الْخَدَمِ.
كَانَتْ صَدْمَةً هَائِلَةً كَسَرَتْ قَلْبَهُ وَأَفْقَدَتْهُ الثِّقَةَ فِي كُلِّ النِّسَاءِ.
فَأَمَرَ بِقَتْلِهَا فَوْرًا، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَشْفَ مِنَ الْجُرْحِ، بَلْ أَصْبَحَ يَظُنُّ أَنَّ جَمِيعَ النِّسَاءِ خَائِنَاتٌ بِطَبْعِهِنَّ.
وَمُنْذَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، قَرَّرَ أَنْ يَتَزَوَّجَ كُلَّ لَيْلَةٍ امْرَأَةً، ثُمَّ يَقْتُلَهَا فِي الصَّبَاحِ التَّالِي، حَتَّى لَا يُمْهِلَهَا الْوَقْتَ لِتَخُونَهُ.
وَهَكَذَا، عَاشَتِ الْمَمْلَكَةُ فِي رُعْبٍ، وَخَافَ النَّاسُ عَلَى بَنَاتِهِمْ.
حَتَّى جَاءَتْ شَهْرَزَادُ، ابْنَةُ الْوَزِيرِ، وَهِيَ فَتَاةٌ ذَكِيَّةٌ وَحَكِيمَةٌ، طَلَبَتْ أَنْ تَتَزَوَّجَ الْمَلِكَ، رَغْمَ عِلْمِهَا بِمَصِيرِ كُلِّ مَنْ سَبَقَهَا.
فِي لَيْلَةِ زِفَافِهَا، بَدَأَتْ تَرْوِي لَهُ حِكَايَةً مُشَوِّقَةً، وَتَوَقَّفَتْ فِي مُنْتَصَفِهَا قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ.
فَدَفَعَهُ الْفُضُولُ لِأَنْ يُؤَجِّلَ قَتْلَهَا حَتَّى تُكْمِلَ الْقِصَّةَ فِي اللَّيْلَةِ التَّالِيَةِ.
وَاسْتَمَرَّتْ عَلَى هَذَا الْمِنْوَالِ أَلْفَ لَيْلَةٍ وَلَيْلَةٍ، تَسْحَرُهُ بِالْحِكَايَاتِ وَتَزْرَعُ فِي قَلْبِهِ الْأَمَلَ وَالْمَعْنَى.
وَفِي النِّهَايَةِ، لَمْ يَعُدْ شَهْرَيَارُ ذَلِكَ الْمَلِكُ الْقَاسِيَ، بَلْ تَغَيَّرَتْ نَفْسُهُ، وَاسْتَعَادَ ثِقَتَهُ بِالْمَرْأَةِ، وَأَبْقَى شَهْرَزَادَ مَلِكَةً عَلَى قَلْبِهِ وَعَرْشِهِ.
قِصَّةُ شَهْرَيَارَ تُجَسِّدُ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْخِيَانَةِ أَنْ تُوَلِّدَ الْكُرْهَ وَالظُّلْمَ،
وَلَكِنَّ الذَّكَاءَ وَالصَّبْرَ وَالْحُبَّ الْحَقِيقِيَّ يُمْكِنُ أَنْ يُعِيدَ الثِّقَةَ،
وَيُحَوِّلَ الْجَلَّادَ إِلَى إِنْسَانٍ مِنْ جَدِيدٍ